السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تمر أمتنا المسلمة في عصرنا الحاضر بأوقات عصيبة ، وتحدق بها نوائب وشدائد تحيط بها من كل مكان و في كل يوم , و هي في كل ذلك بأمس الحاجة إلى أن تتخلق بخلق الصبر .
والقدوة الأولى لهذه الأمة في خلق الصبر هو رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم الذي تعرض في حياته الدعوية والتبليغية لأشد صور المحن والإيذاء .
و القدوة من بعد النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه الكرام , فلقد اشتدت المحنة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أذاقهم المشركون من قريش من ألوان وأنواع العذاب والأذى ما لا يحتمله الكثير من الناس فما وهن لهم عزم وما لانت لهم قناة .
و لكن في ظل أصعب الظروف و مع أحلك الأوقات كانت البُشريات تتوالى للمسلمين الأولين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون ثمرة يانعة لصبرهم وثباتهم ، ولقد حقق الله له ما بشر به فنصره على أعدائه نصراً مبيناً ، وأقام مع أصحابه الذين ثبتوا معه دولة الإسلام التي امتد رواقها شرقاً وغرباً ليشمل بلاد فارس وبلاد الشام ومصر في أقل من ربع قرن .
و كذلك ينبغي على المسلمين اليوم في كل مكان يُضطهدون فيه ، وتُصب عليهم المحنة ألواناً من الظلم والقتل وسفك الدماء والحصار ، أن يرنوا بأبصارهم إلى رسول الله وأصحابه الكرام ليشد ذلك من عزائمهم ويقوي إراداتهم وليملأ قلوبهم الأمل بتحقيق وعد الله عز وجل حين قال ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) .
ستجد هذه المعاني و غيرها في خطبة الشيخ نذير